هل التلعثم هو نفسه (التأتأة)؟

كتبت: ندى أشرف

التأتأة هي اضطراب في النطق يتميز بتكرار متكرر للصوت أو الكلمة أو الجملة، وتصاحب هذه التكرارات عادةً بتعثر في السياق اللفظي. قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من التأتأة من صعوبة في بدء الكلام أو تكميله بشكل سلس وسليم.

تعتبر التأتأة اضطرابًا يمكن أن يؤثر على جوانب مختلفة من حياة الفرد، بما في ذلك التواصل الاجتماعي والعمل والتعليم. يمكن أن تسبب التأتأة الإحراج والتوتر للشخص المتأتي، وتؤثر على ثقته بالنفس وقدرته على التعبير بوضوح.

تعتبر أسباب التأتأة متعددة ومعقدة، وتشمل عوامل وراثية وعوامل بيئية وعوامل نفسية. قد يكون للتأتأة أسباب عضوية، مثل اضطرابات في الجهاز العصبي أو العضلات المشاركة في النطق. ومع ذلك، فإن العديد من الأشخاص الذين يعانون من التأتأة لا يعانون من أي اضطراب عضوي محدد، ويعتقد أن هناك عوامل وراثية تلعب دورًا في تطور هذا الاضطراب،وتعتبر المعالجة الخاصة بالتأتأة متعددة التخصصات وتتضمن عدة نهج. قد يشمل العلاج تقنيات النطق والتنفس واللغة، بالإضافة إلى التدريب على تحسين التواصل الاجتماعي وتعزيز الثقة بالنفس. قد يكون الدعم النفسي والعاطفي أيضًا جزءًا هامًا من العلاج، حيث يساعد الأشخاص المتأتين على التعامل مع التحديات النفسية والعاطفية المرتبطة بالتأتأة، وحوالي 5٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 - 6 سنوات قد يعانون من بعض التأتأة خلال طفولتهم والتي تستمر من عدة أسابيع إلى عدة سنوات،وبالنسبة لعدد قليل من الأطفال (أقل من 1٪)، التأتأة لا تزول، وربما تزداد سوءاً.

التأتأة قد تنتشر في بعض الأسر، و هذا يدعم دور الوراثة في تطوير التأتأة ،هناك أيضاً أدلة على أن التأتأة قد تكون نتيجة لبعض إصابات الدماغ، مثل السكتة الدماغية أو الصدمة،نادراً ما قد يكون سبب التأتأة الصدمة العاطفية (التي تسمى التأتأة النفسية )،التأتأة أكثر شيوعاً في الذكور من الإناث كما أنها تستمر في مرحلة البلوغ في كثير من الأحيان في الذكور أكثر من الإناث أيضاً.

يعمل العديد من الأشخاص الذين يعانون من التأتأة على تحقيق تحسن كبير في قدرتهم على النطق والتواصل من خلال العلاج المناسب والتمارين المنتظمة. قد يحتاج البعض إلى دعم طويل الأمد للحفاظ على تحسينات ومواجهة التحديات المستقبلية.

 التأتأة هي اضطراب يؤثر على النطق والتواصل، ويمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة الأشخاص المتأتين. إلا أنه من الممكن تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة من خلال العلاج المناسب والدعم اللازم. ينبغي أن يتم تقديم الدعم والتفهم للأشخاص المتأتين، وتشجيعهم على العمل على تحسين مهاراتهم اللغوية والاجتماعية بثقة وإيجابية.