صندوق باندورا

كتبت/ مريم وليد

وفقا للأساطير الإغريقية ، باندورا هي المرأة الأولى على الأرض ، وورد ذكرها في قصيدة " أنساب الآلهة " ، للشاعر " هسيودوس " ، في القرن السابع قبل الميلاد .

تعني كلمة باندورا في اللغة اليونانية " الهدية " او " صاحبة العطايا ، لأنها منحت كهدية من الإله زيوس إلى الإنسان .

ولكي نفهم مكان ورمزية " باندورا " لنتعرف قصتها :

قبل ولادة الجنس البشري ساد على الأرض عصر ذهبي حكم من خلاله " كرونوس " وكان من نسل الجبابرة

انتفض" زيوس ، وإخوته على والدهم " كرونوس "ونشبت الحرب بينهم ف حسمت لزيوس وسجنوا الجبابرة في باطن الأرض وآخر ما تبقى من نسلهم " بروميثوس " ، " ابيمثيوس " ،

فأراد بروميثوس الانتقام فمنح نار الآلهة للإنسان فبات البشر اسيادا على الأرض مما أغضب " زيوس "

فأمر بربطه في صخرة ويرسل إليه كل ليلة نسرا عملاقا ليلتهم كبده ،

لم يكتف " زيوس" بمعاقبته بل أراد أن يعاقب البشر جميعا، منحهم هدية تخرب عليهم كل المنح التي أعطيت إليهم عندها قرر خلق المرأة الأولى " باندورا " وطلب من كل واحد من الآلهة ان يعطيها صفة ، ومنحها اسم " صاحبة العطايا " ارسلها الي " ابيمثيوس" للزواج منها ومنحها صندوق طلب منها ألا تفتحه أبدا ولكن صفة الفضول التي منحتها إياها " هيرا " ومجرد ما رفعت الغطاء شمت رائحة كريهة و ضوضاء صاخبة ،

- كان يحتوي على كل شرور وأمراض العالم : موت، حروب، أوبئة، كراهية .

خافت واعادت غلق الصندوق ولكن قد فات الأوان !

من يعيد قراءة الأسطورة اليوم ، يرى أن العقل الإغريقي القديم نسب إلى المرأة كل العلل والشرور ، تماماً كما في النصوص الدينية القديمة التي تحمّل حواء مسؤولية طرد الإنسان من الجنة .

كما يمكن لهذه النصوص القديمة أن تعطينا تصوراً عن نشأة كراهية النساء في المجتمعات القديمة ، وتأسيسها على معتقدات خاطئة ، ما تزال سائدة حتى اليوم ، عبر تنميط الإناث بصفات سلبية ، منها الفضول ، والتلاعب ، المشاكل .