دايماً بنشوف و نزور قصور قديمة و نكتشفها لكن عمرك غامرت و وقفت على اطلال قصر مدفون تحت الأرض؟

قصر الأبلق

كتبت / ميسرة محمود

قصر الأبلق واحد من القصور المملوكية صاحبة السلطان الناصر/ محمد بن قلاوون ، سنة 1313 ميلادياً ، يقع فى الجهة الغربية من القلعة تحديداً بين جامع محمد على و قصر الجوهرة (الذى بناه محمد على لزوجته).

اتبنى على أيد أمهر معماريين من مصر و الشام و كان تحفة فنية و بنوه على شكل نظام الأبلق وهو أن كل جدار يتكون من طوبتين : طوبة باللون الأبيض، و طوبة باللون الأسود.

الأبلق فى اللغة العربية: تتقال على الحاجة اللى تجمع بين اللونين الأبيض و الأسود.

ذكر المؤرخ (ابن تغري بردي )فى كتابه "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" : أن القصر تم بناؤه ليكون شبيه قصر الملك "الظاهر بيبرس" الذي يوجد في دمشق الذى بُنى على نظام الأبلق أيضاً.

وقد أورد ( تقى الدين المقريزي) في كتابه" المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار" ذكر القصر فقال: "القصر الأبلق: هذا القصر يُشرف على الاسطبل، أنشأه الملك الناصر محمد بن قلاون في شعبان سنة (713 هـ)، وانتهت عمارته في سنة (714 هـ)، وأنشأ بجواره جنينة".

وصف المقريزى القصر انه: قصر ضخم جمع جواه بين 3 قصور و من أول دخول من باب القصر فى دهاليز (المدخل بين الباب و الدار) واسعة تذهل العقل مفروشة بالرخام و سقوفها مدهبة ، محاوط القصر إيوانين : إيوان شمالي ، و إيوان قبلى إيوان:قاعة أو مساحة مكونة من 3 جدران و الناحية الرابعة مفتوحة و السقف على شكل قبو

الإيوان الشمالي: هو الأكبر و كان يطل على الإسطبل و الحديقة الخارجية و كمان كنت تقدر تشوف نهر النيل وقتها

الإيوان القبلي: كان فيه باب خاص بالسلطان و هو و الذين يخصوه و من الباب ده يقدر السلطان يخرج للإيوان الكبير ( الشمالى) خصوصاً أيام المواكب و الاحتفالات ، و يقدر يخرج منه على ال 3 قصور اللى داخل القصر.

و يتكون القصر من 3 مستويات : مستويين يقدر يوصلهم بسلم ( مستوى علوى مكشوف،و مستوى متوسط يتم الوصول إليه بسلم حلزوني ) و مستوى أرضى

و كل مستوى فيهم متزين بشبابيك حديد بيزودوا القصر جمال .

وفي هذه القصور كلِّها مجاري الماء مرفوعاً من النيل بدواليب تديرها الأبقار من مقرِّه إلى موضع ثم إلى آخر، حتى ينتهي الماء إلى القلعة ويدخل إلى القصور السلطانيَّة.

طبعاً حاجة زى دى هوست المؤرخين و الرحالة اللى كتير منهم كتب عن القصر ده منهم :

المؤرخ / ابن خلدون و قال: " أن الناصر محمد بن قلاوون ببناء القصر الأبلق من قصور الملك، فجاء من أفخر المصانع الملوكية"

عندما قام الناصر / محمد بن قلاوون بالانتهاء من بناء القصر قام بإحتفالية كبيرة من اللى بتحكى عنها في الأساطير جمع فيها كل الأمراء المملوكيين و المسؤولين فى الدولة و يُقال أن الاحتفالية اتكلفت اكتر من مليون درهم.

القصر مر عليه فترات زمنية مختلفة و كان كل عصر له استخدام مختلف ..فى فترة تم استخدامه كمحكمة ، و فترة أخرى وهي فترة الاحتلال الإنجليزي تم استخدامه كسجن حربي

و مع مرور الزمن تحول القصر من استخدام وسكان البشر إلى الحيوانات و الحشرات و الخفافيش و يتحول قصر مهجور و مع عوامل الزمن و الردم اختفى جزء كبير من القصر تحت جامع محمد على و الجزء الباقى هو اللى ظاهر.

لذلك قام المجلس الأعلى للآثار سنة 2003م قرر أنه هيتم ترميم القصر و لكن تم وقف عملية ترميه و أنه يظهر مرة اخرى لأن اى عملية معالجة له هتأثر على جامع محمد على .