top of page
  • Twitter
  • Facebook
  • Instagram
Add a heading.png

تطور المخدر عبر العصور

  • Writer: Soma Sherif
    Soma Sherif
  • Oct 28, 2023
  • 3 min read


كتبت / بسملة خميس


قصة التخدير هي قصة طويلة جدا ، تبدأ من ميلاد الإنسان، فعندما خلق الله تعالى سيدنا آدم وأراد خلق أمنا حواء من ضلعه، أنامه الله نوما عميقا حتى لا يشعر بأي ألم، وعندما أفاق من نومه وجد حواء بجانبه.


وعندما شعر الإنسان القديم بالآلم والأمراض لم يترك وسيلة إلا و اتبعها و جربها للخلاص من هذه الآلام، وحاول أن يعثر فيما حوله من ماء ونباتات ومعادن على علاج لتلك الآلام والأوجاع.

وتكشف وثائق قديمة أن الإنسان عرف كيف يبطل الشعور بالألم في بعض العمليات الجراحية.

وكانت أغرب وسيلة للتخدير وقتها التي استخدمها الأشوريون عند ختان أطفالهم، حيث كانوا يعطلون الدورة الدموية للمخ بالضغط على الشريانين السباتيين الموجودين بالرقبة، مما يؤدي لحدوث الإغماء .


وكانت طريقة الخنق هذه بالرغم من خطورتها أفضل من الطرق الأخرى التي مارسها الأطباء وقتها، فكان الأطباء ومساعدوهم يعتمدوا على قوتهم العضلية في تقييد حركة المريض حتى يتم علاج جراحه أو تجبير كسره .

كما لجأ بعضهم إلى وضع قطعة من الخشب على رأس المريض قبل إجراء العملية الجراحية ، ثم يطرقون عليها بشدة، حتى يفقد الوعى و يقوموا بإجراء العملية.


أول مخدر موضعي


كان للقدماء المصريين فضل عظيم في اكتشاف بعض النباتات الطبية التي ساعدت في تخفيف الآلام ومن اهم تلك النباتات هو نبات (الخشخاش) الذي يستخرج منه الأفيون، وكذلك اليبروج والسيكران والحشيش وغيرها وكانوا أول من عرف (البيرة) وعرفوا تأثيرها كمخدر.

وليس هذا فقط ، بل إنهم أول من اكتشفوا مخدرا موضعيا للعمليات، يتكون من مسحوق حجر منفيس المذاب في الخل.


وقد أشار العالم بلين في القرن الأول الميلادي إلى طريقة تتيح إجراء القطع الجراحي بدون ألم، بفضل نبات عشبي اسمه اللفاح .


الطبيب المسلم "أبو القاسم الزهراوي"


كان العرب أول من استعمل المخدر في الجراحة كما أن استخدام الإسفنجة المخدرة فن عربي الأصل والمنشأ ، وظل معمولا به عند العرب وفي أوروبا حتى القرن الثامن عشر .

وكان أبو القاسم الزهراوي يستخدم خليطا من نباتات الزوان والشيلم والسيكران، وكانت تلك الخلطة تنيم المريض فترة طويلة تكفي لإجراء العمليات الكثيرة التي كان يقوم بإجرائها بنفسه.


ومع استقرار عصر النهضة تحققت اكتشافات كيميائية وطبية كثيرة ، وتتابعت غزوات الكيميائيين، فاستخرجوا الكوكايين من أوراق الكوكا، و المورفين من الأفيون ، كما اكتشفوا الكثير من الغازات.


في عام 1799 م ، نشر الانجليزي همفري دافي بحثا عن غاز أكسيد النيتروز ، وفاض في شرح تأثيراته المسكنة والمثيرة للضحك.. والذي أصبح فيما بعد أعظم الكيميائيين في ذلك العهد.


استنشق دافي غاز أكسيد النيتروز، ووجد الدنيا تدور من حوله ثم شعر بميل إلى الضحك، وأعاد التجربة على أصدقائه ؛ فنجحت ومن ثم قرر في بحث نشره أن غاز كسيد النيتروز قد يكون ذا فائدة للجراحين.


أول من نام بالكلوروفورم


انه الطبيب الألماني جوستس فون ليبج أول من اكتشف مادة ( الكلورفورم ) عام 1831م.


والغريب أنه قرر أن يجري أول تجربة على نفسه، وكانت النتيجة أن تلاميذه حملوه وهو في حالة تخدير كاملة ظل فيها لعدة ساعات.


ورغم النجاح الباهر للكلوروفورم كمخدر عام، فإن استعماله عمليا لم يتم إلا بعد مدة طويلة وذلك بعدما طلبت الملكة فيكتوريا ملكة انجلترا أن يستعمل معها في أثناء ولادة الأمير ليوبولد والأميرة بياتريس، بعدها انتشر استعماله أثناء الولادة.


التخدير بواسطة ( الأثير)


يعتبر الأثير من أكثر العقاقير شيوعا في التخدير الجراحي، وقد اكتشفه " على الأرجح " شاب ألماني يدعى فاليريوس كوردس عام 1555 م .

و كتب كوردس في مذكراته يقول إنه اكتشف بخارا جديدا وقرر أنه يسبب الدوار.


التخدير الموضعي


في العصر الحديث تحقق التخدير الموضعي بواسطة الكوكايين ، الذي استخلصه العالم الألماني ألبرت نيمان من أوراق الكوكا عام 1860 م، وقرر نيمان أن لهذا العقار القدرة على محو الإحساس .


وفي أحد الأيام عام 1884م ، وبينما كان طبيب العيون " كارل كولر " النمساوي ينصت إلى إحدى المحاضرات ، سمع أستاذه يقول : " إن طب العيون في حاجة إلى عقار يكون ذا تأثير مخدر موضعي، لتتيسر به جراحات العيون.


وقتها قفز الكوكايين إلى عقل كولر ، وتذكر تأثيره المخدر على اللسان، وصمم على أن يجرب تأثيره على العيون. ونجحت تجاربه على الضفادع .

وذهب إلى قسم العيون بالمستشفى يجرب تأثيره على مرضاه، فحالفه النجاح في تجاربه وذاع أمره.


التخدير النصفي


توالت أبحاث الأمريكيين على الكوكايين، وقام طبيب الأعصاب ليونارد كورنينج بحقن بعض نقط من محلوله بين فقرتين من ظهر أحد الكلاب، فإذا بمؤخرته وساقيه الخلفيتين تفقد الإحساس تماما.


فكان هذا فتحا جديدا في فن التخدير تحديداً النخاعي ، إلا أن الأطباء تنبهوا إلى خطر جديد للكوكايين ألا وهو الإدمان.

ومن هنا تطلعو إلى عقار جديد.


اكتشاف ( النوفاكيين )


وأخد النوفاكيين مكانة الكوكايين في التخدير عام 1904 م ، إذ انه فاقه في إحداث جميع أنواع التخدير الموضعي، ما عدا تخدير العين الذي استعملوا فيه مركب جديد يسمى بيوتين ، كونه أقل سمية من الكوكايين .


وأعلن كورنينج انه نجح في إطالة فترة التخدير الموضعي بمحلول الكوكايين ، من 20 دقيقة إلى 5 ساعات، وذلك بعمل رباط قوي فوق موضع الحقن.

ثم استبدل الدكتور هينريش براون هذا الرباط بمركب الأدرينالين ، وقام بعض الأطباء بخلط الأدرينالين مع النوفاكيين لإحداث تخدير موضعى مأمون لفترة اطول .


وفي عام 1930م ، حضر الدكتور شونسي ليك مركب جديد وهو دايفنيل أوكسيد وأثبت ان هذا المركب أسرع المخدرات وأقواها على التخدير العام.


وتوالت خطوات النصر علي الألم خطوة بعد خطوة ، حتى أصبح التخدير علما وفيا قائما بذاته، يخفف آلام البشر، ويسهل إجراء أخطر الجراحات وأقساها.


 
 
 

Comments


DESIGNED BY MOHAMED MOSAAD

bottom of page