بين الواقع والميتافيرس : هل تفقد ألعاب الفيديو حدودها ؟
- Soma Sherif
- May 12, 2024
- 2 min read
كتبت: رحمه نبيل
في السنوات العشر الأخيرة، شهدت صناعة ألعاب الفيديو تطوراً هائلاً ومثيراً للانتباه، مما يثير قلق البعض ويجعلهم يشعرون بالخوف والحذر.
غالباً ما نشاهد مقاطع فيديو من ألعاب كرة القدم، على سبيل المثال، ونعتقد أنها مقاطع لمباريات حقيقية، فقد وصل التطور في محاكاة الألعاب إلى درجة مذهلة، ولا يزال التقدم مستمراً، لدرجة أننا قد لا نستطيع التفرقة بين الواقع والمحاكاة في المستقبل.
الواقع الافتراضي يقدم لنا حياة في عوالم موازية، حيث نختار كيف نعيشها ونحقق أحلامنا التي قد يحرمنا منها الواقع الحقيقي.
في هذه العوالم، يمكن الوصول بسهولة إلى كل ما نرغب فيه، سواء كانت سيارات أو منازل أو حتى أشخاصاً نحلم بهم، وحتى الأسلحة بمختلف أنواعها.
وكما ذكرنا في المقدمة، فإن عالم المحاكاة سيستمر في التطور، مما قد يصعب علينا التمييز بينه وبين العالم الحقيقي.

في عام 2016، قدم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك نظرية مثيرة للجدل، مفادها أننا قد نعيش داخل برنامج كمبيوتر، أي عالم افتراضي، وقد أشار إلى تطور محاكاة الألعاب وظهور الميتافيرس كأدلة على ذلك.
وفي مؤتمر Bod للتكنولوجيا والمعلومات أكد ماسك أن احتمال وجودنا في عالم افتراضي يصل إلى 99٪، ولم ينفِ العالم الفلكي والفيزيائي د/ نيل ديجراس هذه النظرية، مما يعتبر دعماً لها من قبل العلماء.
نظرية متشابهة طُرحت عام 2003 من قبل العالم نيك بوستروم من جامعة أكسفورد، تساؤلها الرئيسي: "هل نحن نعيش داخل برنامج كمبيوتر؟"، حيث تشير النظرية إلى أن التطور العلمي قد يصل إلى درجة يصعب التفرقة بين الواقع والعالم الافتراضي.
إذا خرجنا من النظرية ونلقي نظرة على عواقب الميتافيرس، سنجد أنه قد يؤدي إلى كوارث، حيث لا يوجد رقيب أو مراقب، مما يؤدي إلى التفكك وزيادة الجرائم فضلاً عن انعدام التواصل الحقيقي بين الأفراد والابتعاد عن التقاليد والأديان.
يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للعالم الافتراضي إلى زيادة الأمراض النفسية والجسدية، وارتفاع مستوى العنف والجريمة، وحتى انقراض الجنس البشري بسبب تفضيل العيش في عوالم افتراضية على الحياة الحقيقية.
وهناك خطر أكبر، وهو احتمال تحول الميتافيرس إلى وسيلة للسيطرة على عقول البشر، مما يثير تساؤلات حول مدى سيطرة الإنسان على مصيره في هذا العالم المتزايد التكنولوجي.
بمجرد النظر إلى سرعة تقدم التكنولوجيا وتأثيرها على حياتنا، يبدو أن الأيام تمر بسرعة أكبر من أي وقت مضى، مما يجعلنا نتساءل إلى أي مدى سيستمر هذا التطور وما هي نتائجه المحتملة على البشرية بأسرها.
في نهاية المطاف، يبقى التحدي الأكبر أمامنا هو الحفاظ على توازن صحيح بين استخدام التكنولوجيا والابتعاد عن إدمان العوالم الافتراضية، حتى لا نخسر هويتنا وتجربتنا الإنسانية في متاهات المحاكاة الرقمية.
فالحياة الحقيقية تبقى أثمن هبة نُعطيها، ومسؤوليتنا تكمن في استخدام الابتكارات التقنية لصالح تحسين جودة حياتنا، دون أن نفقد القدرة على التفاعل الإنساني الحقيقي والتواصل الشخصي.

Comments