"اللغة المقدسة" لغة التوراة في العهد القديم على مر العصور

كتبت :- رضوى صديق

اللغة العبرية أو اللغة اليهودية، لغة شمالية غربية من الفرع الكنعاني "فلسطين حاليًا"، وسميت بالعديد من الأسامي، منها: "اللغة المقدسة، لأنها التوراة نزلت بها، ولغة كنعان، وهو مذكور في التوراة، واللغة اليهوديه، بسبب كونها أهم لغة في الديانة اليهودية".

مرت اللغة العبرية بعدة مراحل منها: مرحلة ما قبل الميلاد: بدأت في القرن العاشر قبل الميلاد، وكانت هي اللغة الشائعة في المناطق الجبلية في فلسطين، وكانت عبرية في هذا العصر تتسم بالنقاء، والبعد عن أي تأثرات أجنبية، وكُتب بها في العهد القديم من التوراة، والأعمال الأدبية الأخرى، وعدد من الالنقوش الأثرية على الصخور، والأحجار، والعملات.

تدهور اللغة العبرية: بدأت في القرن الخامس قبل الميلاد، ثم بدأت تنقرض شىء ف شىء، وأخذت اللغة الآرامية تحل محلها كلغة تخاطب وأدب، وظلت "اللغة العبرية" لغة ديانة فقط، وسعوا الحاخامات في الحفاظ على اللغة المقدسة ولكنهم فشلوا.

مرحلة العبرية التلمودية: بعد أن أصبحت اللغة الآرامية هي اللغة الأكثر إنتشارًا، واللغة الرسمية في البلاد، حاولوا الدينيون شرح وتفسير العهد القديم من التوراة باللغة الآرامية، لكي يفهم اليهود أصول وطقوس الدين اليهودي، فكتبوا بعض الكتب لتوضح لليهود أصل دينهم منها: الشناة، والجمارا، والتلمود، وكانت هذه الكتب مختلفة في ألفاظها، وتراكيبها، وروحها، عن عبرية العهد القديم.

ومن بعد ذلك أنتقلنا إلى عصور العبرية بعد الميلاد، ومنها: والعصر الذهبي، كان هذا العصر بالمسبة لليهود عصرًا ذهبيًا حقًا لما فعلوه من إنتاج أدبي أثناء حياتهم في الأندلس العربية، وقد ساعد جو التسامح والتعايش الأندلسي على ازدهار الإنتاج الأدبي واللغوي العبري وظهور شخصيات ما زالت تحتل مكان الصدارة حتى اليوم في الكتابات الدينيه.

ومن ثم انتقلنا في رحلة الى العصر الحديث في اللغة العبرية: مع بدء الاستيطان اليهودي لفلسطين، استمر اللغويون العبريون في محاولاتهم لإخراج اللغة العبرية من الكتب والصحف إلى الشارع واستعملوا الكثير من التعديلات والتطويرات من أجل تليينها على الألسن وتسهيلها حتى نجحوا في إخراج ما يعرف اليوم بـ "اللغة العبرية الحديثة".

ثم تأسس المجمع اللغوي العبري عام 1889 بواسطة مجموعة من المثقفين في القدس على رأسهم إليعيزر بن يهودا، وضع المجمع أمامه هدفين أساسيين:

تحديد مصطلحات في المهن التعليمية المختلفه في المدارس وفي المجالات العلمية والحياة العملية، وطريقة النطق الصحيحة والكتابة والمشكلات النحوية.

اليوم، تعتبر اللغة العبرية اللغة الرسمية الأولى لدولة إسرائيل، وأصبحت تستخدم في شتى مجالات الحياة، مع أنها مختلفة عن اللغة العبرية التوراتية القديمة.