الدكتور الراحل مصطفى محمود
- Mohamed Mosaad
- Oct 6, 2023
- 4 min read
كتب :- نورهان مجدي / محمد مسعد
أغلبنا واحنا صغيرين كان بيجي في بالنا سؤال ذكي جدا ."هو ربنا جه اذاي؟ طب انا ليه اتولدت مسلم افرض انا عايز ابقي مسيحي؟ أو انا ليه اتولدت مسيحي افرض انا عايز ابقي مسلم ! كنا بنتولد بتلاقي نفسنا علي نفس ديانه اهلنا وأن في حاجه اسمها ربنا و الديانات السماويه كلها وسيله عباده لربنا مع اننا عمرنا ما شوفناه .مسلمات اتولدنا لقيناها . كل ديه اسأله فلسفيه جدا و لو تعمقت في البحث فيها هتبحر بيك للكفر و الإلحاد طول ما هي ملهاش رابط او سقف يحكمها و ده بالظبط اللي عمله الدكتور مصطفي محمود الدكتور الكبير اللي سمح لعقله بحرية الفكر والإبداع وكرس حياته لرحلة العلم والبحث عن الإيمان لرفضه التام لفكرة الإيمان الأعمى وليس لتقبله فكرة الإلحاد . والحقيقة فريق YEN كان ليه شرف حضور ندوة بحضور الأستاذ الناقد حسام عقل وأمل مصطفى محمود بإستاد الإسكندرية تعالي كده نتكلم النهارده عن حياته ك عالم و انسان و قبل كل ده كأب و هنستعين بكلام ابنته الاستاذه امل مصطفي محمود و الناقد الكبير الأستاذ حسام عقل .

قال الأستاذ الناقد حسام عقل عن الدكتور مصطفي محمود أنه قال "جئت العالم لاختلاف معه لكي اجد أو استجيب لما يعتقد الناس أنه صحيح و إنما لإحدد الحقائق في ضميري " فمصطفي محمود لم يكن ملحدا مصطفي محمود وقد حكي قصته في كتابين " حوار مع صديقي الملحد و رحلتي من الشك الي الايمان"وقال الشاعر الكبير أن الراحل كان خفيف الظل و كمال الشناوي كان يقول عن مصطفي محمود ملحد فوق سجاده الصلاه يعني أنه ماضً علي الطريق لا يريد الإيمان الأعمى المُقلد ولكنه يريد اليقين في ضميره ووجدانه أما الجمله الثانيه فيقول فيها الإنسان السعيد هو الذي يتساوى ظاهره مع باطنه

لم يكتب مصطفي محمود ليهدي الناس علي العكس لك أن تقول مصطفي محمود في سنواته الاخيره احرق سفن معلمه لانه لم يكن يراهن علي تنازلات ولا علي سلطه ولا علي علاقات جماعات ، كان يراهن علي كلمته المستقله من كامل رأسه ويجب أن نعلم أن الراحل مصطفي محمود ظل علي الـ black list بتل أبيب و قد لا يعرف كثيرون أن تدخلات إسرائيل هي التي أوقفت حلقات العلم و الايمان و وإن اردتم إجابة سؤال لماذا فلنا عقول نفكر بها مصطفي محمود له 9 كتب من أهمهم كتاب "اسرائيل البدايه و النهايه " ولم تسترح اسرائيل ابدا لكتاب من كتب مصطفي محمود ولذلك قد سعى الكيان الصهيوني على القضاء على برنامج العلم والإيمان . وقد عرض الزعيم الراحل محمد أنور السادات منصب وزير الثقافة على مصطى محمود لكن رأى الدكتور أن هذا المنصب ليس ملائم له وأن كلمته حرة لا تقيد بمنصب سياسي وأنه غير جدير بهذا المنصب ذاكرًا أنه قد فشل في إدارة أهم وأصغر مؤسسة وهي العائلة فما بالك بوزارة كاملة.
اول قصه نشرها بعنوان القط الصغير عام ١٩٤٧م في مجله الرساله معني كده أن بدايه مصطفي محمود مع القلم و الابداع بدايات قديمه و مبكره . استطاع أن يقسم حياته قسمين قسم ينتهي عام ١٩٧٠م و قسم يبدأ من سنه ١٩٧١م حتي عزلته الشهيره في ٢٠٠٣م في الجزء الاول كانت علاقته طيبه مع الجميع و حصل علي جائزه الدوله التشجيعيه عن روايته رجل تحت الصفر و حصل علي مجموعه من الجوائز منها جائزه الدوله عن كتابه مغامره في الصحراء لكن في مرحله توقف بها مع نفسه و بدأ التحدث معها وقال لذاته هل اريد أن أكون كمثقفي وسط البلد ام اريد أن أخذ مسار اخر يفيد الناس وفي حوار صغير دار بينه و بين الراحل المطرب و الموسيقار عبد الوهاب قاله ها ما الذي سنتركه ؟ قاله هو ده سؤال هنترك اغاني قاله مصطفي وهل هذا سيفيد الناس؟ قاله انا لا افهم مخذي السؤال كان يريد مصطفي محمود أن يفعل شئ يفيد منه الصغير و الكبير و ده القرار الذي أخذه سنه ١٩٧٩م بأنشاء مؤسسه طبيه عباره عن 3 منشأت طبيه بأسعار منخفضه جدا ،قافله من ١٦ طبيب كانت تجول القري و المحافظات و تعالج غير القادرين علي العلاج . مصطفي محمود تخرج سنه ١٩٥٣م و بدأت تولد داخله الاسأله البنسميها مرحله القلق الروحي انا مش هسميها الإلحاد لأن كلمه إلحاد لها معنى محدد وهي انك تنكر وجود الخالق لكن كان يريد أن يجدد الحقائق داخله وان لا يكون مسلم بالوراثه ، هنا بدأت رحلته الحقيقيه قال لو تركت الفطره منذ البدايه تقودني لوصلت لكن بالطبع كان سيكون وصولًا أعمى
ومن أهم النقاط التي يجب أن يتم تسليط الضوء عليها هي أن الدكتور لم يكن وحيدًا بالدنيا بل كان زوجًا وأبًا وبالطبع كونك موضوع بتلك المسؤولية في ظل فترة البحث عن إيمانك هو تحدي صعب للغاية ولكن من الواضح أن الراحل كان أبًا ناجحًا وهذا ماذكرته ابنته أمل مصطفى محمود أنه كان حريصًا على وجوده بجانبها وإرشادها وقيامه بدوره الأبوي وأنه كان خفيف الظل مرحًا ليس كئيبًا وهذا يوضع أنه على الرغم من مدى صعوبة التحدي الداخلي الذي كان يتمثل في رحلته الإيمانية وصراعه الخارجي الذي كان يتمثل في عدم فهم المجتمع بذلك الوقت لأفكاره وكتبه التي كانت تتلقى العديد من الهجوم إلا أنه كان حريصًا أن تكون ابنته خارج كل تلك التحديات وأن يقوم بواجبه كأب.

وبالنهاية يجب أن ندرك أن قصة دكتور مصطفى محمود هي قصة تلامس كل واحد منا هي ليست مجرد رحلة تثقيفية بل هي رحلة وجدانية ومن وجهة نظري هي رحلة كل واحد مننا مر برحلة مماثلة لها ولذلك يجب أن نتعلم مدى أهمية أن نبحث وأن لانأخذ الاشياء كما هي بل يجب علينا أن نكون مدركين وواعيين وأن نكون حريصين على وجود بوصلة أخلاقية لأنفسنا حتى لا نتوه في بحر العلم هذا مافعله الدكتور الراحل مصطفى محمود وهذا هو سر نجاح رحلته من الشك إلى الإيمان.

Comments