الحج المخالف
- Soma Sherif
- Jun 14, 2024
- 2 min read
كتبت صفاء سلامة :
*لبيگ اللهم لبيك . لبيگ لا شريگ لگ لبيك . إن الحمد والنعمة لگ والملك . لا شريگ لك* ...
وكذلك خرج الملايين من المسلمين مُحرمين وملبّيين لإتمام الركن الخامس والأعظم من أركان الإسلام ، باعوا الغالي والنفيس وأتموا أوراقهم وودّعوا أقرانهم وحملوا دعوات السنين في قلوبهم .. لكن هناك في الأراضي المقدسة كانت الصدمة ، زحام وارتطام ، وتدافع عند المناسك والمشاعر ، ألا إنهم *الحجاج المخالفيين* ... وهم المتجهيين لمكة المكرمة بدون تراخيص الحج .
وكانت سلطات المملكة العربية السعودية فرضت على حجاج بيت الله الحرام اتباع الأنظمة المعمول بها في المملكة ، وأخذ التعليمات من الجهات الرسمية والإبتعاد عن المصادر المجهولة ، فالحج النظامي دائمًا مُيسر وسهل ويوفر للحجيج أرقى الخدمات بعكس الحج المخالف بدون تصريح . وقامت الحكومة السعودية بتطبيق العقوبات الصادرة بحق الحج المخالف وهي دفع غرامة تصل إلى 10 آلاف ريال وترحيل ومنع من دخول المملكة لمدة 6 شهور .

_ تضاربت الأقوال بين مؤيد ومعارض مع ما يحدث للحجاج الغير نظاميين من ترويع وهلع في مكة بلد الله الحرام ، وهل هذا الحج حرامًا أم حلالًا ؟ وهل مبدأ الميكافيلي ( الغاية تبرر الوسيلة ) ينطبق عليه ؟
مع أننا في الإسلام نقول أن الغاية المشروعة لا تبرر الوسيلة الغير مشروعة ، فهل الحج المخالف المبني على الغش والخداع ومخالفة السلطات والقوانين يُعد حجًا مشروعًا ؟ مع إن الحج لمن استطاع إليه سبيلًا ..
أم أن أسعار الحج الخيالية وتكاليفه الباهظة والتي وصلت في مصر إلى نصف مليون جنيه تقريبًا تُبيح للناس استخدام وسائل غير مشروعة من أجل آداء فريضة الحج ويتعرضون لمشاكل ومشقات كبيرة والأجر على قدر المشقة ؟ وهل سيقبل الله مشقة حجهم لأنهم عانوا فيها الكثير وذاقوا الأمرين وأن ضيق ذات اليد هو السبب في ذلك ؟
أنا شخصيًا أعلم أن الحج من مال حرام لن يتقبله الله ، فهل الحج بوسائل غير مشروعة سيتقبله الله ؟
كل هذا وذاك يجول في خواطرنا وأنا سأنقل لكم رأي شيخ الأزهر الشريف *دكتور أحمد الطيب* ومما لاشك فيه أن رأيه يُحتذى به من قِبل الوطن العربي كله ، حيث قال : أن الله عز وجل حينما ذكر ( لِمَن استـطاع إليْهِ سَبيلًا ) لم يكن المقصود سعر الحج المغالى فيه ، وإنما القدرة البدنية ووسيلة الإنتقال وعدم الموانع الشرعية والتكلفة الفعلية وغير ذلك من المعوقات ، ومن جانبه أكد على السلطات السعودية أن يعينوا الناس على إكمال دينهم بتلك الشريعة المقدسة وأن ييسروا لهم سبل آداء مناسكها ، لأنهم مُحاسبون على تلك المكاسب المادية الهائلة من أَناس ربما يحاولوا على مدار عمرهم كله جمع ثمن حج بيت الله الحرام ولا يستطيعون .
وأخيرًا ذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يَسّروا ولا تُعسّروا )

[ يارب إن البلد بلدك والحرم حرمك والأمن أمنك ، آمن حجاجك من خوف ، وبلغهم عرفة واجبرهم واستجب دعائهم ، وأتم عليهم حجتهم ، وارضِ قلوبهم يارب ]
Comments