أحلام لاجئ من مخيمات اللجوء إلى قمة جبل إفرست
- Mohamed Mosaad
- Sep 2, 2024
- 3 min read
كتبت :- سوده هنو
مصطفى سلامة بطلٌ حقيقي يتحدى المستحيل في عالم مليء بالتحديات، تبرز بعض القصص لتكون بمثابة شمعة في الظلام، تلقي بضوء الأمل والإلهام. قصة مصطفى سلامة هي واحدة من تلك القصص التي تلهمنا جميعًا وتذكرنا بأن الإرادة والعزيمة هما أقوى سلاحين لمواجهة المستحيل.
هل تتخيل أن تتحول أحلامك من مجرد وهم إلى حقيقة ملموسة؟ هذا هو ما فعله مصطفى سلامة، الشاب الذي ولد في مخيم للاجئين، وحول حياته إلى ملحمة من الإصرار والعزيمة، لتصل به إلى أعلى قمة في العالم.

من هو مصطفى سلامة؟
في مزيج فريد من الانتماء العربي والفلسطيني، حقق مصطفى سلامة إنجازاً عالمياً، ليصبح أول أردني من أصول فلسطينية يكمل تحدي "إكسبلوررز غراند سلام"، معبراً عن إرادة الإنسان في التغلب على الصعاب
قبل أن يصبح متسلق جبال، بدأ مصطفى سلامة حياته كعامل بسيط، حيث عمل نادلاً في فندق ثم كعامل غسيل صحون. في عام 2004، قرر أن يحقق حلمه بالصلاة من أجل السلام على قمة جبل عالٍ، رغم عدم خبرته في تسلق الجبال. كانت تلك البداية لمغامراته التي قادته لاحقاً لتسلق قمم العالم السبع والوصول إلى القطبين الشمالي والجنوبي.
ذات ليلة، رأى مصطفى سلامة نفسه يقف على قمة إفرست، يرفع الأذان. هذا الحلم لم يكن مجرد وهم، بل كان الشرارة التي أشعلت روح المغامرة فيه. قرر أن يتحدى المستحيل، وأن يسعى لتحقيق هذا الحلم مهما كلّفه الأمر.
خلال محاولاته الثلاث لتسلق إيفرست، استطاع أيضاً أن يصل إلى قمم العالم الأخرى مثل جبل البروس الروسي، وجبل كيليمنجارو
مصطفى سلامة ليس مجرد اسم، بل هو قصة إنسان تحدى المستحيل وحول أحلامه إلى واقع ملموس. ولد في مخيم للاجئين، وحمل معه منذ طفولته أعباء الحياة الصعبة، لكنه لم يستسلم للحظ. بدلًا من ذلك، استطاع أن يحول تلك الصعوبات إلى دافع قوي لتحقيق أحلامه.
الحلم الذي غير حياته
ماذا حقق مصطفى في رحلته؟
في رحلة محفوفة بالتحديات، بدأ مغامرته بتحقيق حلم الوصول إلى القطب الشمالي في أبريل 2014، ثم أكملها بالوصول إلى القطب الجنوبي في يناير 2015، مسجلاً بذلك إنجازاً فريداً وصفه بأنه الأصعب في حياته
أصبح أول عربي يتسلق قمم الجبال السبع ويمشي القطبين الشمالي والجنوبي
جمع أكثر من 5.8 مليون دولار لدعم مركز الحسين لمرضى السرطان، والأونروا، وجمعية ويضيف سلامة أيضا أن أكبر إنجازاته تتضمن اصطحاب رجل مقعد وآخر ضرير في مغامرة تسلق قمة جبل كليمنجارو
مصطفى سلامة كتب عدة أعمال أدبية تتعلق برحلاته وتجربته كمتسلق جبال
من أبرز هذه الأعمال:
أحلام لاجئ: إذا كنت تبحث عن قصة ملهمة، وقصة نجاح حقيقية، فإن كتاب "أحلام لاجئ" هو الكتاب المناسب لك. هذا الكتاب سيأخذك في رحلة مشوقة مع مصطفى سلامة، وستتعلم منه الكثير عن الإصرار والعزيمة والتحمل يروي فيه قصة حياته من النادل إلى متسلق القمم السبع، ويستعرض التحديات التي واجهها كلاجئ فلسطيني.
مغامرات إلى كليمنجارو: يتناول فيه مغامراته في تسلق جبل كليمنجارو، موضحًا تفاصيل رحلته وتجربته في التسلق.
هذه الكتب تعكس روح المغامرة والإرادة القوية التي يتمتع بها سلامة، وتسلط الضوء على القضايا الإنسانية التي يواجهها.
كيفية حصول مصطفى سلامة على الدعم المالي لرحلته؟
بعد أن اتخذ مصطفى سلامة قرار تغيير حياته وأصبح متسلقاً للجبال، واجه تحدي توفير التمويل اللازم لرحلته. ولكن بعد جهد طويل، تمكن من الحصول على دعم استثنائي من الملك عبد الله الثاني في الأردن:
بعد نشر مقالة في صحيفة أدنبرة عن رحلة بحثه عن ممول في بلاده، تلقى سلامة دعوة للقاء ممثلي الملك عبد الله الثاني
الملك عبدالله دعمه وآمن به، وكان يرغب أن يرى اسماً عربياً يشارك في بطولات "إكسبلوريرز غراند سلام"
تمكن سلامة من الحصول على ميزانية كبيرة تتراوح بين 200 و250 ألف دولار من الملك عبد الله الثاني، مما مكنه من التدريب في النيبال وأماكن أخرى
بفضل هذا الدعم المادي والمعنوي من الملك عبد الله الثاني، استطاع مصطفى سلامة أن يكمل تحدي "إكسبلوريرز غراند سلام" ليصبح أول عربي يتسلق قمم الجبال السبع ويصل إلى القطبين الشمالي والجنوبي.
أكثر من مجرد متسلق
مصطفى سلامة ليس مجرد متسلق جبال، بل هو أيضاً
محاضر تحفيزي ،يشارك مصطفى قصته مع الآخرين، ليلهمهم لتحقيق أحلامهم مهما كانت صعبة، كما يعمل مصطفى على دعم القضايا الإنسانية، ومساعدة اللاجئين.
يمثل مصطفى أيضاً رمزاً للأمل والإصرار والعزيمة، ليس فقط للشباب العربي، بل للبشرية جمعاء.
قصه مصطفى لا تطمح للمجد والشهرة، بل يشبه هدف وحلم تسلقه الجبال بأهداف وأحلام الآخرين، هدف أحلامه الأولى كان دائماً دعم أفراد أسرته ماديا، وحلم تسلق جبل إيفرست كان من أجل أن يصلي ويؤذن على هذه القمة ، مع الوقت ازدادت القيمة الإنسانية وراء تسلقه أعلى جبال العالم، فأصبح يتسلق من أجل دعم مرضى وأبحاث السرطان ومن أجل دعم القضية الفلسطينية وهي المحورية في حياته الآن
قصة مصطفى سلامة هي قصة نجاح حقيقية، وقصة إلهام لكل من يشعر باليأس أو الإحباط. إنها تذكرنا بأننا جميعًا قادرون على تحقيق أعظم الإنجازات إذا آمنّا بأنفسنا.
لكلٍ منا تحدٍّ داخليٌّ يوازي صعوبة تسلق قمة إفرست، ولكن الإصرار والعزيمة هما مفتاح النجاح
هل أنت مستعد لتسلق قمة إفرست الخاصة بك؟

Comments